Translate

"أهلاً وسهلاً بكم"

أوجه خالص شكري وتقديري إلى القراء الأعزاء.
أتمنى أن تنال كتاباتي اهتمامكم واعجابكم.
سوف أتقبل بكل صدر رحب وعقل متفتح، تعليقاتكم القيمة والهادفة.

من أنا

صورتي
Dreamer - Blogger at night - Passionate about books, movies, music, football.

المتابعون

Follow Me

Bookmark and Share

السبت، 14 مارس 2009

الواقع المر !

من المعروف أن العدل أساسه المساواة بين جميع البشر فى كل شىء ، بصرف النظر عن لونهم ودينهم وثروتهم ومكانتهم الاجتماعية وغيرها من الفروقات .
ولكن طالما أن ما يضع القوانين هو الإنسان الغير معصوم من الأخطاء والغرائز ، فلن تكون هناك أبداً فى أى مكان فى العالم عدالة كاملة .
وتوجد حقائق واضحة فى عالمنا موجودة منذ القدم ، وستظل قائمة حتى يوم القيامة .
وهى أن الديمقراطية والعدالة والحريات والإستقلالية وغيرها من الحقوق الإنسانية لأى أمة ، لا تمنح لها من أحد ولا تكتسبها إلا بعد أن تثبت للعالم أجمع من خلال تفوقها فى العديد من المجالات وخاصاً العلمية والاقتصادية والعسكرية ، حقها وجدارتها بالتمتع بها ، فحينها ستضمن الأمن والأمان لنفسها .
ومن المعلوم أن الأمم المتحدة بجميع فروعها وهيئاتها ، تسيطر عليها وتخدم مصالح الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا .
ولذلك لم يكن من العجيب أن تغزو هى وحلفائها العراق بدون شرعية دولية ، وسماحها للعراقيين بعد ذلك بإعدام صدام حسين بدون خضوعه لمحاكمة عادلة .
وثم أخيراً إصدار المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى بهولندا يوم الأربعاء الماضى الموافق الرابع من مارس ، مذكرة اعتقال بحق الرئيس السودانى عمر حسن البشير ، لإرتكابه جريمتا حرب وخمس جرائم ضد الإنسانية من بينها الترحيل القسرى والتعذيب ، بالإضافة إلى طلبها من حكومة السودان تسليم أحمد هارون وزير الدولة للشئون الإنسانية وعلى كوشيب أحد قادة ميليشيا الجنجويد إليها ، لإتهامهم بنفس التهم السابقة .
وكان ذلك على حسب ما توصل إليه محلفيها الدوليين ، بناء على نتائج التحقيقات التى قام بها مدعيها العام لويس مورينو أوكامبو .
وبهذا تسجل سابقة قانونية فى تاريخ القضاء الدولى ، إذ لم يسبق أن يصدر أمر القبض على حاكم وهو مازال على الحكم . 
وبالتالى سيصبح من الصعب على البشير والمتهمين معه السفر إلى الخارج ، لأنهم سيكونوا مهددين بالقبض عليهم على الفور من قبل سلطات الدولة التى سيذهبون إليها وترحيلهم إلى لاهاى ، لأنها لو لم تفعل ذلك ستعرض نفسها إلى المساءلة القضائية ، وإحراجات ومشاكل مع الخارج هى فى غنى عنها . 
وكان الرد الفعل المتوقع من الرئيس السودانى على أمر التوقيف الصادر ضده ، رفضه القاطع الخضوع وتنديده الشديد له واحتجاجه العنيف عليه ، بجانب تهديده بطرد العاملين فى منظمات الإغاثة الإنسانية والأمم المتحدة من دارفور .
وتنفيذ ذلك القرار القضائى يقع الأن على عاتق مجلس الأمن الدولى ، بعد تكليفه بذلك من قبل المحكمة الدولية .
وفى حالة بقاء البشير على موقفه وقام بتنفيذ تهديداته ، ستواجه  السودان مختلف العقوبات الاقتصادية الدولية ، والتى لن تضر بالطبع النظام الحاكم والأثرياء . 
ومن الممكن أن تتطور وتتصاعد الأمور إلى حد اتخاذ مجلس الأمن الدولى قرار التدخل العسكرى فى البلاد ، بحجة القبض على رئيسه والمتورطين معه ، وتسليمهم بالقوة إلى القضاء الدولى ، بمعنى أن الوضع العراقى سيتكرر هنا مرة أخرى ، ولكن بصورة مختلفة وبشكل أسوأ وأعقد .
وبالتأكيد أن من حق أى مواطن عربى أن يغضب ويشعر بالظلم والأسى ، إزاء هذه اللحظات الحالية المريرة .
ولكن الرئيسان السودانى الحالى والعراقى الراحل وصلا إلى حكم دولهما بطرق غير شرعية ، واقترفا مساوىء كثيرة تجاه شعبهما ، مثل أقرانهم من حكام العرب جميعاً بلا استثناء . 
ولذلك هم يستحقون كل ما يتعرضون له من مصاعب فى نهاية المطاف .
والأهم هنا أن متى سيتمكن محكوميهم من أن يحاسبوهم بأنفسهم بعيداً عن التدخل الخارجى المعتاد ، كما تفعل الشعوب المتحضرة ، التى لا تنتظر ولا تسمح أساسا من يأتى لها ليحاسب قاداتها ، حتى لو كانت الأمم المتحدة أو الأمريكيون ، كون هذا يعد تعدى على حقوقها وسيادة بلادها ومهانة لها .
ومع أن هذا القرار يمثل تغريز للظلم والإجحاف الواقعان دائماً على الأمم الضعيفة وعدم مساواتها بالقوية .
فهناك رؤساء وقادة أمثال بوش وبلير وشارون وغيرهم ، فعلوا أشياء أبشع من الأفعال التى أتهم بها البشير وأتباعه .
ولكن بما إننا فى عصر لا يعترف إلا بالأقوياء ، لم ولن يجرؤ أحد أن يحاكمهم .
وأيضاً ما حدث ، يمهد الطريق إلى إمكانية تحقيق أهداف استعمارية فى السودان ، يسعى إليها ويخطط لها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها مثل فرنسا وبريطانيا ، لأنهم يريدون الاستيلاء على ثرواتها الغنية مثل البترول وإزاحة الصين عنها .
فهم ينظرون فقط إلى مصالحهم وأهدافهم ، ويحاولون تحقيقها مهما كانت مساوىء ما يستخدمونه من وسائل ، لإيمانهم بما قاله ميكافيللى " أن الغاية تبرر الوسيلة " .
وهذه السياسة سارت عليها الإمبراطوريات القديمة والدول العظمى ، ومتبعة حتى الأن وستبقى مستمرة لأمد طويل . 
ولذلك من المتوقع أن لا يتساهل الأمريكان وأعوانه مع البشير ، فى حال تصميمه على عدم تنفيذ الأمر الصادر ضده ، بدواعى دفاعهم عن هيبة ومكانة المحكمة وحقوق الإنسان ، فهى فرصة سنحت أمامهم لن يدعوها تفلت من أيديهم بسهولة .
وسيحاولون بشتى الطرق استغلالها من أجل تنفيذ رغباتهم المتمثلة فى السيطرة على الأراضى السودانية ، مما سيمكنهم من التحكم فى البلاد الأفريقية المحيطة بها ، التى تعج أيضاً بخيرات عديدة .

مشاركة مميزة

لحظة مثيرة لأسد يفترس ظبي في الهواء!

قفزة عالية لأسد من قمة تل للإمساك بالفارين من الظباء لقطة الإمساك المثيرة وقعت عندما قام زوجين من الأسد بمفاجأة ظبيين كانا يجريان في...