
فدائماً على مر التاريخ القديم والمعاصر كان منطق القوة هو الفيصل والمحدد لقيمة دولة ما.
والدول التى تتمتع بالقوة والتحضر والتميز فى العديد من المجالات تحظى بالإحترام من نظيراتها.
ويصبح لأفرادها مكانة مميزة ومعاملة خاصة يتمتعون بها فى أى دولة يذهبون إليها.
ولو كانت الضحية أمريكية أو أوروبية أو إسرائيلية لقامت الدنيا كلها.
ووقتها ستتحول القضية من جنائية إلى سياسية، والأمثلة على ذلك عديدة ولا حصر لها.
فنتيجة للحال السيىء الذى وصل إليه المسلمين منذ زمن طويل أصبحوا لا يحظون بأى قيمة فى نظر كثير من دول العالم.
ولكن قديماً عندما كانت الدولة الإسلامية تحظى بأزهى عصورها، بداية من عهد الرسول (ص) ومروراً بالخلفاء الراشدين وحتى زوالها فى الأندلس، نال المجتمع الإسلامى بمختلف طبقاته الهيبة والتقدير العظيم من العالم أجمع.
وعلى سبيل المثال، عندما تعرضت إمرأة مسلمة للإعتداء فى عمورية التى كانت تابعة للروم آنذاك، هب الخليفة العباسى المعتصم بالله بقواته، وقام بتأديب الرومان وأحتل مدينتهم عقاباً على ما فعلوه.
ولهذا كان الغرب فى هذه العصور التى تفوق فيها المسلمون على جميع الأصعدة، يعملون ألف حساب لأى مواطن مسلم يقيم فى بلادهم.
وكذلك كان السفراء المسلمون يعاملون معاملة تفوق ما يحظوا به نظرائهم من قبل الملوك الغربيين.
فالقضية الحالية ليست مسألة وفاة إنسانة بريئة وحسب، ولكنها أيضاً تعكس وضعنا المهين الحالى الذى سيترتب عليه العديد من الإنتكاسات للمجتمعات الإسلامية.
ولو كان حال المسلمين ليس بالصورة القاتمة التى عليها الأن، لم تكن ستقع من الأساس هذه الجريمة الأليمة.
فلقد دفعت الشهيدة مروة الشربيني وأسرتها الكريمة ثمن ضعف العالم الإسلامي.
وصحيح أن هناك غربيين كثيرين يضمرون أشد درجات العنصرية والمعاداة للدين الإسلامي الحنيف، ولكن هذا ليس بالشىء الجديد.
والإختلاف هنا أن أقرانهم فى الماضى البعيد لم يكونوا يجرؤون بتاتاً على فعل أى شىء معادى للمسلمين، على خلاف ما يجرى فى عصرنا هذا!
وختاماً كما جاء فى القرأن الكريم قوله سبحانه وتعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق